مستشفى عدن التعاوني الخيري .. عام جديد من التطوير في خدمة المجتمع

محليات
قبل 3 ساعات I الأخبار I محليات

في قلب مدينة عدن، حيث تتزايد الحاجة إلى الخدمات الصحية، انبثق ضوء الأمل من مستشفى عدن التعاوني الخيري، الذي اختار منذ انطلاقته الاولى أن يكون مختلفًا شكلاً ومضموناً، لا يسعى للربح، بل يكرّس جهده لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المواطنين، في زمن تعجز فيه القدرة الشرائية للمرضى عن ملاحقة تكاليف العلاج التي يرتفع سعرها يوماً بعد آخر.

 

منذ تأسيسه، حمل المستشفى رسالة إنسانية واضحة "الخدمة دون الربح.. والإنسان أولاً" واليوم، وبعد عام كامل من التأسيس، يبدأ المستشفى مرحلة جديدة من التطوير النوعي الطموح.

 

 

*البُري: لدينا ثلاث مراحل للتطوير تبدأ من هذا العام*

 

أعلن رئيس مجلس إدارة هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية "فهد البُري" أنهم عازمون من شهر مايو الجاري على بدء مرحلة التطوير الأولى ضمن ثلاث مراحل استراتيجية تمتد حتى العام 2027، وتهدف إلى رفع كفاءة القدرات الطبية للمستشفى وتوسيع خدماته من خلال افتتاح أقسام جديدة.

 

المرحلة الأولى (2025): 

 

وأوضح البُري، أنه خلال هذا العام سيتم إفتتاح قسم القسطرة القلبية وجراحة القلب مع العناية القلبية، وتعزيز قسم المخ والاعصاب بإدخال جهاز ميكروسكوب مناظير حديث ومتطور وهو الأول من نوعه في عدن والمناطق الجنوبية، ما يتيح إجراء عمليات دقيقة محليًا ويوفر على المرضى عناء وتكاليف السفر للخارج.

وكذلك توسيع العمليات ورفعها من 5 غرف عمليات الى 7 غرف مجهزة لتخفيف الضغط الكبير على قسم العمليات،

وكذا وصول أجهزة جديدة خلال الفترة القريبة، منها جهاز "C-Arm" إضافي، وجهاز مقطعية آخر، وجهاز "لاجاشور إلكتري وليزر جراحي".

 

كما أعلن فهد البُري، عن تطوير قسم المسالك البولية ورفده بوحدة مناظير متكاملة بأجهزة حديثة لا تتوفر إلا في مستشفى واحد بعدن، وليزر تفتيت حصى وكذا استحداث قسم غسيل الكلى، وسيكون خلال المرحلة الأولى أو الثانية من مراحل التطوير.

 

*المرحلة الثانية والثالثة (2026–2027): توسع في التخصصات الدقيقة*

 

وكشف رئيس مجلس إدارة هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية فهد البُري، عن إنشاء وحدة متكاملة للأشعة العلاجية والطب النووي (خاص بمرضى السرطان) وهذا لا يتوفر حاليًا إلا في محافظة حضرموت.

 

 

*أكبر عناية مركزة في عدن*

 

بسبب الإقبال الكبير والضغط الهائل على المستشفى، حيث تُجرى ما بين 28 إلى 40 عملية يوميًا، تعمل الإدارة على توسعة العناية المركزة بإضافة 20 سريرًا جديدًا إضافة إلى الـ 12 سرير المتوفر حالياً، ليصل الإجمالي إلى 32 سريرًا، مما يجعلها من أكبر العنايات المركزة في مدينة عدن، وسنشهد هذه التوسعة بعد عيد الأضحى المبارك.

 

ومن الاقسام المستحدثة في المستشفى قسم العلاج الطبيعي، الذي سيتم الانتهاء منه و تجهيز المبنى المخصص له وسيتم افتتاحه الشهر المقبل بإذن الله تعالى.

 

 

*رغم العجز.. لا تراجع عن أداء المهمة الإنسانية*

 

أوضح الأخ فهد البُري، أن العجز المالي على المستشفى من مايو 2024 إلى ديسمبر 2024 ، بلغ 1,255,750,000 ريال يمني، أي ما يعادل 2,300,000 ريال سعودي، في حينه.

مشيراً إلى أنه ورغم هذا العجز المتوقع، يستمر المستشفى بتقديم خدماته بأقل من سعر التكلفة إيمانًا برسالته السامية في خدمة المرضى، دون النظر إلى العائدات المالية. 

وفي الوقت الذي تنهار فيه العملة المحلية امام العملات الأجنبية.

 

ونوّه البُري، إلى وجود صندوق خيري داخلي لمساعدة الكثير من الحالات التي لا تستطيع حتى دفع التكاليف البسيطة، وكذلك عمل توأمة مع مؤسسات خيرية مثل: مؤسسة بن دول الخيرية ، والنقيب الخيرية، والرحاب الخيرية، و باثواب الخيرية وهائل سعيد الخيرية، وغيرها.. وهذه جميعها تقوم مشكورة بمساعدة المرضى المعدمين غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.

 

 

*المخيمات الخيرية مستمرة رغم التحديات*

 

وفيما يخص المخيمات الطبية الخيرية التي دأب المستشفى على إقامتها منذ افتتاحه، قال البُري أن هذه المخيمات هي ضمن برنامج عمل مستشفى عدن التعاوني الخيري وستُنظم بشكل دوري.

ومن المقرر إقامة مخيم جراحي قريبًا بواقع 250 عملية، بدعم الشيخ حسين محمد بن شلوة (أحد الداعمين الأساسيين للمستشفى وأفران عدن الخيرية).

ولكن الازدحام الشديد للمرضى في غرف العمليات والعناية المركزة وحتى غرف الرقود يحد من التوسع في تنفيذ المخيمات بالشكل المطلوب ويؤخرها بعض الوقت، لكنها مستمرة حسب تأكيده.

 

 

*تعاون رسمي.. ومعوقات خدمية*

 

وفيما يخص تعاون الجهات الحكومية المختصة مع المستشفى، قدّم البُري، شكره وتقديره إلى مدير عام مكتب الصحة بعدن، الدكتور أحمد البيشي، لدعمه المستمر وتعاونه في تسهيل الإجراءات والتراخيص، وتذليل الصعوبات.

 

وفي المقابل، يواجه المستشفى مشكلة مع إدارة الكهرباء، التي لا تطبّق التعرفة القانونية للمؤسسات الخيرية، وتتعامل مع المستشفى بشكل تجاري، مما يزيد العبء المالي، حيث تصل فاتورة الكهرباء الشهرية إلى 30 مليون ريال، وهو مبلغ يمكن أن يُستخدم لعلاج مئات المرضى المحتاجين إذا تم تخفيض التعرفة ، وهنا نجدها فرصة لرفع هذه المناشدة للأخ معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن السيد/ أحمد حامد لملس للنظر في هذا الأمر.

 

 

*رسالة إلى الداعمين*

 

ووجه الأخ فهد البُري رسالة إلى المؤسسين والداعمين، قائلاً :

جزاكم الله خيرًا، فقد أثبتم أن العمل النبيل لا يحتاج إلا قلبًا مؤمنًا وعزيمة صادقة.

ما زلتم السند الحقيقي لهذا الصرح الإنساني، وتفانيكم محل فخر وامتنان. 

 

وتمنّى البُري، أن ينضم مزيد من الخيرين إلى هذا المشروع (أفران عدن الخيرية و مستشفى عدن التعاوني الخيري) النموذج الفريد في عدن، لأن ما يحدث اليوم هو عمل جماعي، والتكافل الاجتماعي هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا.