"زرّ تدمير ذاتي" في الكون.. قادر على محو الحياة في لحظة

محليات
قبل 5 ساعات I الأخبار I محليات

يعتقد العلماء أن الكون قد يحتوي على "زر تدمير ذاتي" مدمج يسمى "الاضمحلال الفراغي الكاذب" وتعني أن الكون ليس في حالته الأكثر استقراراً حالياً، بل هو في "فراغ زائف"، كطاولة مليئة بقطع الدومينو الواقفة؛ يمكن أن تبقى هكذا إلى الأبد ما لم تُدفع قطعة واحدة، وإذا حدث فستختفى الحياة في لحظة.

وأصحاب هذا الاعتقاد يقولون إذا حدث أي اضطراب بسيط يدفع جزءاً من الكون نحو حالته الأكثر استقراراً، أو ما يسميه العلماء "الفراغ الحقيقي"، فستبدأ فقاعة من الدمار بالتوسع بسرعة هائلة، مدمرة كل كوكب ونجم ومجرة في طريقها، إن حدث ذلك، ستُمسح الحياة كما نعرفها من الوجود في لحظة وفق موقع "ديلي ميل". 

الكون غير مستقر

الكون، بكل ما فيه، قد لا يكون في أكثر حالاته استقراراً، تخيل كرة موضوعة في وعاء على كرسي، هذه الكرة مستقرة مؤقتاً في الوعاء، لكن حالتها الأكثر استقراراً هي على الأرض، الوضع الحالي للكون يشبه الكرة في الوعاء، وهو ما يسميه العلماء "الفراغ الزائف"، أما الأرض فتمثل "الفراغ الحقيقي"، وهي الحالة الأكثر استقرارًا والأقل طاقة.

كل شيء في الكون، من الفحم إلى النجوم، يسعى للوصول إلى أدنى حالة طاقة ممكنة ليكون مستقراً، الفحم، مثلاً، لديه طاقة عالية جدًا (غير مستقر) ويحترق ليتحول إلى رماد بطاقة منخفضة جداً"مستقر". الكون ككل يُعتقد أنه عالق في فراغ زائف، أي أنه في حالة طاقة أعلى مما ينبغي أن يكون عليها.

زر التدمير الذاتي للكون

تصبح هذه الفكرة مخيفة عندما نطبقها على أساسيات الكون، كل ما نراه يتكون من جسيمات صغيرة مثل الإلكترونات والفوتونات، لكن نظرية المجال الكمومي تقول إن هذه الجسيمات ليست سوى "اضطرابات" في مجالات أساسية تنتشر في كل مكان، تمامًا مثل سطح الماء الهادئ (يمثل حقلاً فارغًا)، عندما تظهر موجة (تمثل جسيماً)، يمكنها التفاعل مع موجات أخرى، هذه المجالات، مثل أي شيء آخر، تسعى للوصول إلى حالة الطاقة الأقل.

يعتقد العلماء أن أحد هذه المجالات، وهو مجال هيغز (المسؤول عن إعطاء الجسيمات كتلتها)، قد يكون عالقاً في هذا الفراغ الزائف، هذا يعني أن الكون بأكمله يمكن أن "يسقط" إلى حالة طاقة أقل في أي وقت، مما قد يؤدي إلى كارثة كونية.

 

ما الذي سيحدث إذا انهار الفراغ الكاذب؟

إذا انهار مجال هيغز إلى حالته الحقيقية، فسيؤدي ذلك إلى "تحول طور" يطلق كمية هائلة من الطاقة، تخيل شرارة في بحيرة من البنزين – سينتشر التفاعل بسرعة فائقة. ستتوسع "فقاعة" من الفراغ الحقيقي من نقطة البداية، مدمرة كل شيء في طريقها، هذه الفقاعة ستنتشر بسرعة الضوء.

على حافة هذه الفقاعة، سيتشكل "جدار" من الطاقة المدمرة، لن نتمكن من رؤية هذا الجدار قادماً لأنه سيصل إلينا بنفس سرعة الضوء. إذا ضرب هذا الجدار نظامنا الشمسي، فإنه سيدمر فورًا أي نجم أو كوكب في طريقه.

والأسوأ من ذلك، أن التدمير الأولي ليس هو النهاية، التفاعل بين المجالات الأساسية هو ما يحدد خصائص الجسيمات وكيفية تفاعلها، إذا غير مجال هيغز مستوى طاقته فجأة، فإن القوانين الفيزيائية التي نعرفها ستتغير، الإلكترونات والكواركات والنيوترونات ستكتسب كتلًا مختلفة، مما يعني أن الذرات والهياكل التي نعرفها (مثلنا نحن والكواكب) لن تتمكن من الوجود، سيتحول الكون إلى شيء لا نعرفه، ومن المؤكد أنه لن يكون متوافقًا مع الحياة كما نعرفها.

هل اقتربت نهاية العالم؟

لحدوث هذا الانهيار، نحتاج إلى قوة هائلة لتركيز كمية كبيرة من جسيمات هيغز في مساحة صغيرة، قد لا تكون هناك أماكن كافية بهذا القدر من الطاقة في الكون الحالي، لكن الكون المبكر، بعد الانفجار العظيم، كان عنيفًا بما يكفي. يعتقد بعض العلماء أن الثقوب السوداء البدائية (نقاط صغيرة لكنها كثيفة جدًا من المادة تشكلت في بداية الكون) قد تكون قادرة على تحفيز هذا الانهيار، عندما تتبخر هذه الثقوب السوداء، قد تؤدي إلى انهيار الفراغ الزائف.

هل حدث الانهيار بالفعل؟

أحد الجوانب الغريبة لهذه النظرية هو أن انهيار الفراغ الزائف قد يكون قد بدأ بالفعل في مكان ما بعيد في الكون، بسبب بعض العمليات الفيزيائية الكمومية، يمكن أن تقفز أجزاء من الكون عشوائيًا إلى حالة الطاقة المنخفضة، هذا يعني أن فقاعة الفراغ الحقيقي قد تكون موجودة بالفعل وتتجه نحونا بسرعة الضوء، تدمر كل ما في طريقها.

الخبر المطمئن هو أنه حتى لو بدأت هذه الفقاعة، فقد يستغرق وصولها إلينا مليارات السنين، وربما لن تصل أبداً بسبب تمدد الكون، حقيقة أننا ما زلنا موجودين هي دليل على أن هذه الثقوب السوداء البدائية قد لا تكون موجودة، أو أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة قد تلعب دوراً في منع هذا الانهيار، ومع ذلك، لا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كان هذا السيناريو سيحدث، أو متى، أو كيف.