حضرموت بين التحشيد والتصعيد.. ألوية ثقيلة تتجه نحو حقول النفط والقبائل تُمسك بتوازن الرعب .. من يطفىء الشرارة قبل أن تتحول إلى نار لا تُطفأ ؟

محليات
قبل ساعة 1 I الأخبار I محليات

كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء فرج البحسني، صباح الثلاثاء، عن الهدف من استقدام قوات كبيرة إلى محافظة حضرموت شرقي اليمن، مؤكداً أن مهمتها الأساسية تتركز في وادي وصحراء المحافظة لمواجهة ما وصفه بـ"التنظيمات الإرهابية والحوثيين".  

 

 

وفي تصريح متلفز، شدد البحسني على ضرورة تأمين وادي حضرموت من الجماعات المتطرفة، متهماً الشيخ عمرو بن حبريش بتشكيل مجموعات مسلحة خارج إطار الدولة واقتحام مواقع نفطية، واعتبر ذلك "عملاً تخريبياً" يهدد السلم الأهلي في المحافظة.

 

 

ودعا القبائل والعلماء ومختلف شرائح المجتمع إلى الالتفاف حول قوات النخبة الحضرمية باعتبارها "صمام الأمان" للاستقرار والتنمية.  

 

 

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التحشيد العسكري للمجلس الى حضرموت ، حيث تشير تقارير محلية إلى وصول ثمانية ألوية معززة بمدفعية ومعدات ثقيلة إلى حضرموت، وسط ترجيحات بأن الهدف لتلك التحشيدات يتجاوز مواجهة بن حبريش وقواته القبلية إلى السيطرة على وادي وصحراء المحافظة. 

 

مكما تم سحب مدفعية ثقيلة من جبهات شبوة ضد الحوثيين، ودفع بها نحو حضرموت.  

 

 

كما أفادت مصادر محلية أن قوات اخرى انتقلت من المكلا إلى مديرية دوعن، وانتشرت في معسكرات ومناطق قريبة من حقول النفط، حيث تتمركز وحدات المنطقة العسكرية الأولى، ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات.  

 

 

في المقابل، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي خلال اتصال بالمحافظ الجديد سالم الخنبشي على ضرورة تثبيت هيبة الدولة ومنع أي تصعيد يهدد الخدمات أو يوسع دائرة الفوضى، مؤكداً أن حماية حضرموت تمثل حجر الزاوية لأمن البلاد واستقرارها الاقتصادي.  

 

 

الخنبشي أوضح في تصريح لقناة "الحدث" أن جهود السلطة المحلية تتركز على التهدئة عبر وساطات قبلية، مؤكداً دعم مطالب حلف قبائل حضرموت المتعلقة بتحسين الخدمات وتجنيد أبناء المحافظة، مع الحرص على إعادة القوات القادمة من خارجها إلى مواقعها.  

 

 

وبحسب مصادر حضرمية، وافق الحلف على الانسحاب من مواقع شركة بترومسيلة بشرط خروج القوات الوافدة، فيما دفع الطرف الاخر بقواته نحو دوعن قبل صدور تصريحات البحسني، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لفرض أمر واقع قبل أي اتفاق تهدئة.  

 

وفي مقابلة مع BBC، أكد الشيخ عمرو بن حبريش أن موقف الحلف "ثابت وواضح" بضرورة خروج القوات القادمة من خارج المحافظة، نافياً أي علاقة مع الحوثيين أو إيران، ومشدداً على أن تحركات أبناء حضرموت تأتي في إطار "الدفاع عن النفس وحماية مقدرات المحافظة".  

 

 

كما جدد بن حبريش تمسك الحلف بالعلاقة التاريخية مع السعودية، وبخيار الحكم الذاتي كمسار يضمن حقوق حضرموت وأبنائها.  

 

خاتمة 

 

وفي ظل هذا المشهد المتوتر، يظل مجلس القيادة الرئاسي بكل أعضائه متفرجاً على ما يجري في حضرموت، مكتفياً بمراقبة التحشيدات والتعزيزات العسكرية وكأن الأمر لا يعنيه، بينما يفترض أن يكون دوره الأول هو نزع فتيل الأزمة وتوجيه القوات القادمة من خارج المحافظة بالعودة من حيث أتت، وترك القرار لأبناء حضرموت أنفسهم ليحددوا مستقبلهم بعيداً عن الدماء والاقتتال. 

 

إن ترك الأمور حتى تنفجر وتسيل الدماء لا يمت بصلة إلى مفهوم المسؤولية ولا يعكس الحد الأدنى من واجبات القيادة.

 

وفي المقابل، لا يمكن للسعودية والإمارات، وهما الدولتان الراعيتان للتحالف، أن تبقيا في موقع المتفرج، فهما قادرتان فعلاً على وأد أسباب الصراع ونزع فتيل التوتر قبل أن يتحول إلى مواجهة دامية، لكن حساباتهما الخاصة تبقى غامضة بالنسبة لأبناء حضرموت الذين يدفعون وحدهم ثمن هذه المعادلات المعقدة، وبين صمت القيادة وتردد التحالف، تظل حضرموت معلقة على حافة الاحتمالات، تنتظر من يملك القرار أو يجرؤ على إطفاء الشرارة قبل أن تتحول إلى نار لا تُطفأ.