د. أنيس عبدالله شعفل
د. أنيس عبدالله شعفل

اليوم العالمي للجودة: هل تبنى الجودة الجامعية بالمناهج أم بالعقول التي تطبقها؟!!!

تتسارع خطى التعليم الجامعي عالميًا نحو التميز والإعتماد الأكاديمي في الوقت الذي يقف فيه التعليم الجامعي في اليمن أمام مفترق طرق حاسم بين واقع يثقله تعدد التحديات وطموح يسعى إلى الإرتقاء بمعايير الجودة الشاملة.

لقد أسست الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية خلال الأعوام الأخيرة مراكز ووحدات متخصصة لضمان الجودة والتطوير الأكاديمي في خطوة تعبر عن إدراك متزايد لأهمية التحول نحو بيئة تعليمية قائمة على الكفاءة والمساءلة غير أن هذا الوعي ما يزال بحاجة إلى الى ترجمة فعلية على أرض الواقع من خلال إدارة مؤسسية قوية وتمكين الكفاءات الأكاديمية والإستثمار في البنية الرقمية لتتحول الجودة من ممارسة شكلية الى ثقافة إنتاج وتفكير وتخطيط وتطوير، فاليوم لا يقاس نجاح المؤسسات فقط بما تحققه من نتائج، بل بما تبنيه من ثقافة قيادية، ومنهجية واضحة، ونظام عمل يطور نفسه ذاتيًا.

ان جودة التعليم ليست وثيقة تعتمد وتعلق على الجدران ولا تقريرًا يرفع في نهاية العام بل هي سلوك مؤسسي يعيد تعريف العلاقة بين الجامعة والمجتمع وسوق العمل. فكل جامعة لا تضع جودة مخرجاتها في صميم رؤيتها المستقبلية إنما تؤجل لحظة المساءلة وتجازف بثقة مجتمعها.

ومع كل تحد تواجهه الجامعات اليمنية اليوم من شح الموارد إلى هجرة العقول يبقى الرهان الحقيقي على إرادة التغيير وعلى تبني فكر إداري حديث يؤمن بأن الجودة ليست غاية تدرك بل طريق نحو الاستدامة الأكاديمية والتميز الوطني.

وفي اليوم العالمي للجودة (اليوم) يتجدد النداء بأن تكون الجودة ضمير الجامعات وميزانها الأخلاقي وأن يتحول شعار (التحسين المستمر) إلى واقع يومي يقاس بالأداء والنتائج لا بالأقوال والإحتفالات.

فمن يزرع الإتقان والجودة في التعلم يحصد نهضة وطن بأكمله.

 

د. أنيس عبدالله شعفل 

استاذ جامعي