علي خالد
علي خالد

مفاوضات الحل النهائي..هل      تأتي بالسلام المنشود؟ 

في ظل تقلبات كبيرة تشهدها المنطقة والتباين في الأرآء، وإنخفاض مستوى التصعيد على المستوى الدولي بين الحوثيين والتحالف، يبدوا أن المجتمع الدولي قد وصل أخيراً للفصل الأخير من الأزمة اليمنية التي تسببت بها مليشيا الحوثي بإنقلابها على الدولة في العام 2015، ونتيجة لهذا الإنقلاب حدثت متغيرات كبيرة على الأرض وغيرت من شكل الدولة التي لم تعرف الإستقرار من العام 2011 بعد ثورة عارمة قام بها الإخوان المسلمون وأطاحت فيها بالرئيس السابق آنذاك علي عبدالله صالح ،والذي كان سبباً رئيسياً بتسليمه صنعاء للحوثيين ومن بعدها بقية المناطق، ولكن بعد أن أخرج الجنوبيون الحوثي من أرضهم في العام 2015 بمساعدة التحالف العربي  حيث لم يصمد كثيراً في الجنوب وتلقت المليشيا هزائم متتالية ، لم يستوعبوها ولم يستطيعوا تداركها ولولا اتفاق استوكهولم الذي وقعته حكومة الرئيس هادي آنذاك في 2017 لكانت الموازين اختلفت والواقع تغير ولكن هناك من أراد تمكين الحوثي في الشمال ،والعمل على إثارة الفوضى والأزمات في الجنوب المحرر، وهو مانتج عنه إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو من العام 2017 بتشكيل المجلس الإنتقالي الجنوبي ككيان حامل للقضيه الجنوبية وبتفويض من الشعب الجنوبي ، توالت الأيام وبدأ المجلس الإنتقالي بترتيب أوضاع البيت الجنوبي ولملمت شتاته وهو ما استدعى انشاء وتشكيل النخب والأحزمه الأمنية كقوة أولية يستند عليها الجنوب لضبط الأمن والإستقرار ومكافحة العناصر الإرهابية التي انتشرت بشكل كبير بعد التحرير، وهو مانتج عنه تضحيات كبيره قدمها الجنوبيون إلى جانب التضحيات التي قدموها لطرد الحوثي ومن قبله نضالهم المستمر من العام 94.. بعد أن سيطر المجلس الإنتقالي على العاصمة عدن بدأ يظهر كقوة سياسية وعسكرية موجودة على الأرض ومستمد شرعيته من الشعب الذي فوضه وهنا جاء إتفاق الرياض بين المجلس وحكومة هادي أنذاك لتهدئة الأوضاع والتماشي مع الواقع الذي فرضه المجلس الإنتقالي أنذاك لإنتزاع حقوق شعب الجنوب بالقوة وهو ما تأكد بعد هذا الإتفاق وتمدد المجلس الإنتقالي في باقي محافظات الجنوب،والذي سبقه إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي واختيار الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والقائد أبو زرعة المحرمي كنواب يمثلون الجنوب إلى جانب فرج البحسني وعبدالله العليمي.

بعد أن أتم المجلس سيطرته على شبوة وطرد الحوثي من بيحان ومن بعده قوات الإخوان الإرهابية ، أطلق المجلس عملية عسكرية (سهام الشرق) لتحرير محافظة أبين من تنظيم القاعدة الإرهابي الذي جعل من أبين مركزاً له (حيث يعتبر وادي عُمران أهم وأكبر معقل للتنظيم في الشرق الأوسط وأدى سقوطه على يد القوات المسلحة الجنوبية إلى تقهقر التنظيم وتشتته بل وحتى انتهائه منطقياً على الأرض ،على غرار العبوات الناسفه والمفخخات التي بات يستخدمها كأخر ورقة له وإن شاءالله لن يستمر طويلاً.

بعد إحكام السيطرة على أبين اتجهت الأعين صوب محافظة حضرموت وتحديداً الوادي الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان الإرهابية عبر المنطقة العسكرية الأولى التي لاتمت لحضرموت وللحضارم بأي صلة!!حيث أن كل قياداتها وجنودها من مناطق الشمال وهو ماحذر منه المجلس بإعتبار هذه المنطقة مصدر تهديد للجنوب والجنوبيين بالدرجة الأولى إلا أن استماتة الإخوان وعبر دبلوماسييهم أخرت نسبياً تحرير الوادي وهو ما أفضى إلى وساطات سعودية من أجل تسليم الوادي بدون قتال، ولا يزال الغموض يشوب هذا الملف لحد اللحظه ،ولكن الترتيبات الأممية تجري على قدم وساق لمفاوضات الحل النهائي والتي تقول مصادر بأنها باتت قريبة لإعلان إنهاء الحرب في اليمن وتحديد شكل الدولة خصوصاً بعد طلب المجلس الإنتقالي بتشكيل مفاوض مستقل عن الجنوب مع الحصول على الإدارة الذاتية للجنوب خلال هذه المفاوضات بإعتباره الحامل والحامي للقضية الجنوبية والمفوض من قبل الشعب..فهل ستأتي هذه المفاوضات بالسلام المنشود؟!!