ماجد عزان
ماجد عزان

التعيين بالمحسوبية من أبشع أوجه الفساد

يزداد واقع الفساد الإداري في بلادنا تفشياً، وهو وصف للواقع المؤلم الذي نعيشه في مجتمعنا اليمني بشكل عام وذلك بسبب التعيينات في الوظائف المرموقة عن طريق المحسوبية والوساطة والمحاباة واستغلال النفوذ، دون وضع أي اعتبار للشهادة الجامعية أو الخبرة العملية في ذلك المجال، وهذه ظاهرة سلوكية ابتلي بها مجتمعنا للأسف لعدة أسباب قد تكون اجتماعية أو إدارية أو سياسية.

 

فالأسباب الاجتماعية تتمثل في تغلغل الروابط الاجتماعية، حيث تشكل العائلة والقبيلة المرجع الأهم في ذلك، بحيث يقدم الفرد انتماءه إلى القبيلة والعائلة على انتمائه للمجتمع أو الدولة بشكل عام.

 

وأما الأسباب الإدارية فتتمثل في عدم الالتزام بالسياسات والمعايير المرسومة للتعيين، مما يؤدي إلى وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب.

 

ثم تأتي الأسباب السياسية، والتي يأتي في مقدمتها ضعف الإرادة والنية الصادقة لدى القيادة السياسية لمكافحة المحسوبية، بسبب انغماسها هي نفسها أو بعض أطرافها في الفساد، كما أن للمحاصصة السياسية دورا واضحا في بروز المحسوبية، حيث يتم توظيف كثير من الأشخاص غير المؤهلين بناءً على انتماءاتهم الحزبية على حساب المصلحة العامة.

 

 وينجم عن التعيين بالمحسوبية دون خبرة عملية أو شهادة جامعية آثار متعددة، حيث هناك آثار إدارية تتمثل في وجود أشخاص غير فاعلين في المجتمع وغير أكفاء، يتولون إدارة الوظائف العامة، الأمر الذي يؤدي إلى عدم اتقان العمل وضعف الخدمات التي سيقدمها ذلك الموظف بالمحسوبية الذي لا يمتلك أدنى خبرة في المجال الذي تم تعيينه فيه، الأمر الذي ينجم عنه إضعاف المؤسسات العامة في أدائها وقيامها بواجباتها حيال المجتمع، وانتشار الفقر، وزيادة حجم المجموعات المهمشة والمتضررة، وظهور الطبقية في المجتمعات، والثراء غير المشروع.

 

كما يؤدي التعيين بالمحسوبية والمعرفة والانتماء الحزبي أو القبلي دون التقيد بمعايير التوظيف إلى خلخلة القيم الأخلاقية، وشيوع روح اللا مبالاة، والإحجام والعزوف عن العمل، وذلك عندما يؤكد كثير من الشباب أن الشهادة الجامعية لا تؤهل إلى إيجاد فرص عمل جيدة، وأن السبيل إلى ذلك هو المحسوبية فقط، فهذا يشير إلى حقيقة الإحباط القائم بين الشباب في المجتمعات، والاضطرابات النفسية، والشعور بالظلم والإحباط، وقتل الموهبة والإبداع.

 

لذا، يجب على المجتمع فضح ثقافة الوساطة والمحسوبية، وإيجاد البيئة الاجتماعية التي تحارب الفساد، والقيام بحملات التوعية الاجتماعية حول إلصاق لفظ العيب بهذا السلوك السيئ، والتعبئة الإعلامية لمكافحة التعيينات في الوظائف بالوساطة والمحسوبية والانتماء السياسي والقبلي.