طالما أن البنوك التجارية ورجال المال والأعمال وأصحاب المشاريع الاستثمارية والعقارية يبحثون عن التافهين، وعن أولئك المحسوبين على الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ممن لا يقدمون شيئاً يرفع من قيم ومبادئ المجتمع، فإننا نسير بخطى واثقة نحو مجتمع مقلوب الموازين، تكرم فيه التفاهة ويُهمل فيه الإبداع. هؤلاء الذين صنعوا لأنفسهم مجداً زائفاً على حساب الوعي، أصبحوا القدوة المزعومة لجيل يبحث عن طريقه وسط ضجيج من المحتوى الفارغ.
كل السبب في ذلك يعود إلى رؤوس الأموال التي تغدق عليهم الأموال والهدايا والولائم، فتُبارك حضورهم و تكثف ظهورهم، وكأنهم رموز النجاح والتميز. في الوقت الذي يُقصى فيه المبدعون الحقيقيون، ويُهمل المثقفون، ويُغيب أصحاب الفكر والفن الراقي عن المشهد. هنا يفقد المجتمع بوصلته، وتُصبح الشهرة غاية لا وسيلة، وتُقاس القيمة بعدد المتابعين لا بعدد الأفكار التي تنهض بالأمة.
إن الأمل لا يزال قائماً إن راجع القائمون على المال والتسويق هذا التوجه الخاطئ، وبحثوا عن طرق أرقى وأصدق للإعلان عن منتجاتهم ومشاريعهم، بعيداً عن أولئك الذين شوهوا الذوق العام وأفسدو.





