عبدالرب السلامي
عبدالرب السلامي

حضرموت والمسار الخطر

منذ أربع سنوات، وهناك سيناريو يتشكل في حضرموت، خلاصته: أن تخرج المحافظة الأكبر في اليمن من نموذج الدولة إلى نموذج سلطات الأمر الواقع. 

 

هذا ليس مجرد هواجس سياسية، بل مسار يرتسم، ترى فيه بعض القوى المولعة بصناعة الفوضى خيارا ضروريا لفرض رؤيتها في الحل النهائي في اليمن.

 

هذا المسار تتضح ملامحه يوماً بعد آخر. فكل يوم يطل حدث جديد، يتراكم فوق ما سبقه، ويدفع المشهد الحضرمي باتجاه واحد هو: إضعاف الدولة، وتمكين قوى موازية تتشكل خارج مؤسساتها. 

 

هذا الانزلاق التدريجي إذا لم يُواجه بإرادة سياسية صلبة، ووعي مجتمعي يقظ، قد ينتهي إلى لحظة يصبح فيها الاستثناء قاعدة، وتصبح حضرموت ساحة صراع مسلح لعقود قادمة، ونموذجا سيئا من سلطات أمراء الحرب، بعد أن كانت أرقى نموذج للدولة لعقود طويلة من تاريخها المعاصر.

 

إلى الان لم نفقد الأمل، فلا زلت أرى في حكمة أبناء حضرموت وصلابتهم السياسية، قدرة على التغلب على هذا التحدي الصعب قبل أن يتجذر.