البوليساريو تعرقل تعيين مبعوث أممي للصحراء المغربية

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

أخفق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرة أخرى مؤخرا في مسعاه لتعيين مبعوث إلى الصحراء المغربية، وذلك بعد رفض جبهة البوليساريو مرشحا برتغاليا.

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو ليس المرشح الأول الذي ترفضه الجبهة الانفصالية.

وأشارت المصادر إلى أن رفض البوليساريو مقترح تعيين أمادو جاء بعد دراستها تصريحاته عندما كان وزيرا، وأكدت أنها لاحظت ميله إلى المغرب، وهي تبريرات واهية حسب مراقبين تعكس إصرار جبهة البوليساريو على تقويض أي مساع سياسية لحل قضية الصحراء.

ولم تكن مهمة العثور على خليفة للرئيس الألماني الأسبق هورست كولر مسألة سهلة بالنسبة إلى غوتيريش، فالعديد من المرشحين إما رفضوا قبول المهمة وإما تم رفضهم من قبل أحد أطراف النزاع.

ويرى مراقبون أن عرقلة البوليساريو تعيين مبعوث أممي للصحراء وهو منصب شاغر منذ نحو عامين، تعكس عدم جديتها في إيجاد تسوية سياسية للقضية، وامتعاضها من المكاسب الأخيرة التي حققها المغرب أمام توسع الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.  

وتتمسك الرباط بممارسة سيادتها وحقوقها القانونية والاقتصادية فوق صحرائها وتنمية أقاليمها الجنوبية كدولة ذات سيادة، في وقت تعيش فيه الجبهة الانفصالية على وقع هزائم دبلوماسية وسياسية متوالية في ما يتعلق بملف الصحراء.

واعتبر دبلوماسي أن ما جرى "وخيم"، وقدّر دبلوماسيون آخرون أن دعم الرباط ترشيح أمادو "سبب كاف ليعارضه الانفصاليون".

وكشفت مصادر أخرى أن "الأميركيين يدفعون باتجاه تحريك المسألة"، من أجل تعيين مبعوث للصحراء.

وكان كولر قدم استقالته من منصب المبعوث الأممي للصحراء في مايو 2019 لدواع صحية.

ومنذ أن عيّن مبعوثا إلى الصحراء المغربية عمل كولر على إحياء المساعي الرامية إلى إيجاد حلّ لهذا الملف، ونجح في جمع الأطراف المعنية حول طاولة الحوار، ولاسيما حين عقد في سويسرا اجتماعين، في ديسمبر 2018 ومارس الماضي، شارك فيهما كل من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا.

والنزاع في الصحراء المغربية ممتد منذ عقود، وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء تقرير مصير في الصحراء، هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، وهي المنطقة الوحيدة في أفريقيا التي لم تتم تسوية وضعها بعد فترة الاستعمار.

وعاد الملف إلى الواجهة في نوفمبر بعد إعلان الانفصاليين إنهاء التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية في منطقة عازلة في أقصى الصحراء المغربية لوقف استفزازات البوليساريو.