صحف عالمية: البرهان ينسف جهود أمريكا بالسودان.. ومخابرات أجنبية تساعد "داعش" ضد "طالبان"

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، عددا من أهم القضايا والملفات الطارئة علي الساحة الدولية، حيث ناقشت آخر تطورات الأوضاع في السودان، مع التركيز على نسف الخطوة التي أقدم عليها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لجهود أمريكا في انتقال للسلطة إلى المدنيين.

وسلطت صحف أخرى الضوء على تقارير تفيد بأن أجهزة مخابرات أجنبية قد تساعد سرا تنظيم داعش في تمرده ضد حركة ”طالبان“ في أفغانستان.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أن داعش و“القاعدة“ قد يشنان هجمات ضد الولايات المتحدة في غضون ستة أشهر.

 

2021-10-66-51

”لا أمل في الإصلاح“

قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية في تحليل لها إن ”تعهد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في السودان بمقاومة محاولة (الانقلاب العسكري) ضد حكومتهم الانتقالية من خلال العصيان المدني على مستوى البلاد، قد يعمق المواجهة عالية المخاطر التي تترك البلاد بلا مسار واضح للخروج من أزمة اقتصادية وسياسية منهكة“.

وأضافت الصحيفة أن ”المواجهة المستمرة بين العسكريين والمدنيين – إلى جانب الإدانة الواسعة لـ(الانقلاب) من قبل المانحين الرئيسيين والمنظمات الدولية – تترك السودان دون مسار واضح نحو حل أزمة اقتصادية متصاعدة تسببت مرارا وتكرارا في عدم الاستقرار السياسي في السنوات الأخيرة“.

وتابعت ”أصبحت خطة الحكومة الانتقالية الآن لحل المشاكل الاقتصادية في البلاد، التي تركزت حول مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، وخطة إنقاذ بقيمة 2.5 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وصفقة لتخفيف الديون بقيمة 50 مليار دولار، معلقة“.

وأردفت ”أبرز الدول المانحة للسودان هي الولايات المتحدة وألمانيا.. وردًا على (محاولة الانقلاب)، جمدت واشنطن 700 مليون دولار لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، رغم أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قالت إن المساعدات الإنسانية ستستمر.. وقالت برلين أيضا إنها ستعلق كل تعاون إنمائي مع السودان حتى إشعار آخر“.

ونقلت ”وول ستريت جورنال“ عن محللين القول إنه ”في ظل غياب المساعدات الغربية، من المرجح أن يستفيد القادة العسكريون السودانيون من علاقاتهم الوثيقة مع دول أخرى.. ويرون أيضا أن هذه القنوات هي التي من المرجح أن تعطي الأولوية للقادة بالسودان بدلا من استمرار الالتزام ببرنامج صندوق النقد الدولي الذي لا يحظى بشعبية كبيرة“.

2021-10-1-186

”نسف الجهود الأمريكية“

في سياق متصل، نشرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية تقريرا تحت عنوان ”جنرال سوداني فجر الجهود الأمريكية الأخيرة لتفادي الاستيلاء على السلطة“، قالت فيه ”بعد ساعة فقط من إقلاع رحلة المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، من الخرطوم، قام رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بخطوته (حل مجلس السيادة وإقالة الحكومة وأمر بالاعتقال الشامل لقادة مدنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك).“

وأضافت ”فاجأت هذه الخطوة المسؤولين الأمريكيين تمامًا، الذين أكدوا أنهم لم يتلقوا أي نوع من التنبيه من الجيش بأنهم سيقومون بهذه الإجراءات المناهضة للديمقراطية.. وأدى استيلاء الجيش على السلطة في السودان إلى قلب عامين من ترتيب هش لتقاسم السلطة، ووجه ضربة قوية للجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لتحقيق انتقال ديمقراطي في السودان بعد عقود من الحكم الاستبدادي“.

وتابعت ”فشلت جهود فيلتمان الدبلوماسية الأخيرة لتفادي استيلاء عسكري على السلطة في إقناع البرهان بتغيير المسار؛ ما أدى إلى رد فعل دولي عنيف وحاد، وأثار واحدة من أكبر موجات الاحتجاجات في الخرطوم منذ ثورة شعبية أطاحت بالدكتاتور السوداني، عمر البشير، عام 2019“.

وأردفت ”وبالعودة إلى واشنطن، كان الدبلوماسيون الأمريكيون وخبراء آخرون يتطلعون بحذر إلى التحول الديمقراطي المهتز في السودان منذ شهور، خائفين من أن يتخذ الفصيل العسكري القوي في السودان خطوة ضد نظرائه المدنيين“.

واستطردت ”كان من المقرر أن يسلم البرهان مقاليد السلطة للمدنيين الشهر المقبل، على الرغم من التوترات بين الفصائل المدنية والعسكرية في المجلس الانتقالي منذ شهور، وسط الجمود بشأن الإصلاحات الحكومية، وتزايد الاستياء من عدم التقدم في المرحلة الانتقالية“.

وأشارت المجلة إلى أنه ”أصدر المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون البارزون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بيانا مشتركا وصف الأحداث بالسودان بأنها خيانة مذهلة للمكاسب التي تحققت بشق الأنفس للشعب السوداني والتزامهم الراسخ بسودان ديمقراطي بقيادة مدنية“.

وقالت ”سرعت الولايات المتحدة العملية الطويلة والمعقدة للتراجع عن العقوبات المفروضة على السودان – بما في ذلك تصنيفها كدولة راعية للإرهاب – بعد الإطاحة بالبشير، وتحت ضغط واشنطن على الخرطوم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب“.

وأضافت ”أما الآن، فيمكن لكل من إدارة جو بايدن والكونغرس البدء في البحث عن طرق لإعادة فرض العقوبات على المجلس العسكري السوداني إذا لم يغير البرهان مسار الاستيلاء على السلطة“.

2021-10-8-42

”داعش“ يهدد ”طالبان“

وحول الأزمة المستعرة بين حركة طالبان وداعش في أفغانستان، قالت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية في تقرير لها إنه ”بعد شهرين من استيلاء حركة طالبان على السلطة، لا يزال العنف والموت والخوف يطارد أفغانستان فالحكام الجدد في كابول مهددون الآن من قبل تمرد يشنه الفرع المحلي لتنظيم داعش في ولاية خراسان“.

وأضافت أنه ”منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، شنت داعش سلسلة من الهجمات الانتحارية، بما في ذلك في مطار كابول ومسجدين شيعيين، بالإضافة إلى هجمات على قوافل طالبان، ما أسفر عن مقتل المئات.. ويحذر محللون من مزيد من العنف، بينما تحاول داعش منع طالبان من إحكام قبضتها على أفغانستان“.

وتابعت ”نال موقف داعش الأكثر تشددًا إعجاب مقاتلي طالبان الساخطين والمنزعجين من إحجام النظام الجديد عن فرض قيود أكثر صرامة على النساء ومبادراته الدبلوماسية مع دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.. وهذا الأمر أدى إلى تحول أعضاء طالبان السابقين إلى صفوف داعش“.

وأردفت ”لقد انتهت الحرب الأمريكية، لكن الحروب الأفغانية لم تنته.. لطالما كان هدف طالبان إقامة حكومة متشددة في أفغانستان، لكن داعش، الذي ينشط في أفغانستان منذ عام 2015، يريد إقامة خلافة عبر أفغانستان وباكستان وأجزاء من الهند وإيران“.

واستطردت ”يرى محللون أن داعش يعتبر أعضاء حركة طالبان – الذين أجروا محادثات مع القوى الإقليمية والولايات المتحدة في سعيهم للحصول على اعتراف دبلوماسي – (قوميين قذرين) خانوا القضية الكبرى“.

وأوضحت الصحيفة ”يرى المحللون أيضًا أن الهجمات التي يشنها داعش على الشيعة ستؤدي إلى تفاقم الانقسام الطائفي، وهو ليس من مصلحة طالبان ويهدد مستقبل قبضتها على مقاليد السلطة في البلاد.. إن العنف يقوض ثقة الجمهور في طالبان، التي تعهدت بتحقيق السلام بمجرد توليها السلطة“.

وقالت ”الهجمات الإرهابية تقلل من مصداقية حكومة طالبان.. لقد ظلت تدعي منذ سنوات بأنها الجماعة الوحيدة التي يمكنها تأمين الاستقرار وتحقيقه في أفغانستان، لكن داعش وأنصارهم يتحدون هذا الادعاء“.

دعم أجنبي

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأفغان وبعض المحللين الأجانب يعتقدون أن داعش تتلقى دعما من القوات الأجنبية، مثل الاستخبارات الباكستانية. وتريد الأخيرة قوة ضغط لإقناع طالبان بالتعاون في قمع حركة (طالبان باكستان)، وهي حركة تمرد جهادية تستهدف الحكومة الباكستانية.

وأردفت ”في السياق ذاته، يشتبه آخرون في أن وكالات الاستخبارات الأمريكية وأمراء الحرب المناهضين لطالبان وحتى أعضاء سابقين في الجيش الأفغاني يتعاونون مع داعش، لتحدي وخلق مشاكل للحكومة الحالية“.

2021-10-9-41

 

”مهاجمة الولايات المتحدة“

في غضون ذلك، قالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية في تقرير لها إن ”وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعتقد أن تنظيم داعش في أفغانستان، وتنظيم القاعدة أيضا، لديهما النية لمهاجمة الولايات المتحدة في أقل من 6 أشهر، وأن قدرة حركة طالبان على قتالهما يجب تحديدها“.

وأضافت الصحيفة ”يقيم مجتمع الاستخبارات الأمريكية حاليًا أن كلا من (ولاية خراسان) والقاعدة لديهما النية لإجراء عمليات خارجية، بما في ذلك ضد الولايات المتحدة، ولكن لا يمتلك أي منهما حاليا القدرة على القيام بذلك، لكن يمكن لداعش أن يولد هذه القدرة في مكان ما بين ستة أشهر و 12 شهرا“.