برز اسم هيثم علي طبطبائي، واحد من أبرز القادة العسكريين المرتبطين بعمليات حزب الله خارج لبنان، مجددًا بعد الإعلان عن اغتياله في غارة جوية إسرائيلية أصابت شقة سكنية في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
ويُعرف طبطبائي داخل الحزب وعلى المستوى الإقليمي بلقب "أبو علي"، ويُنظر إليه بوصفه من القيادات التي اضطلعت بأدوار عسكرية حساسة في لبنان وسوريا واليمن.
وتشير المعطيات المتداولة إلى أن طبطبائي يُعد من أصحاب الموقع المتقدم داخل البنية العسكرية للحزب، وقد تولّى عبر السنوات قيادة قوات النخبة، إلى جانب مسؤوليات ميدانية مباشرة في مسارح عمليات متعددة.
وتؤكد مصادر إعلامية عبرية أن الرجل شارك خلال العام الماضي في إعادة بناء قدرات الحزب العسكرية إلى جانب محمد حيدر، وأن موقعه كان هدفًا لغارات إسرائيلية سابقة، ليكون هذا الاستهداف هو الثالث منذ اندلاع الحرب الجارية.
وتوضح المعلومات الأولية أن طبطبائي من مواليد بيروت لأب إيراني وأم لبنانية، ويقيم في لبنان منذ سنوات طويلة. ويُعرف بأنه القائد السابق لوحدة "الرضوان" التي اضطلعت بدور مركزي في العمليات خارج الحدود، خاصة في سوريا واليمن.
وقد سبق أن أدرجته الولايات المتحدة عام 2016 على لائحة الإرهاب العالمية، معلنة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تفضي إلى اعتقاله.
وتذكر التسريبات الإسرائيلية أن طبطبائي يُعد بمثابة الرجل العسكري الثاني في حزب الله، ويُشار إليه داخل المؤسسة الإسرائيلية بوصفه "رئيس الأركان" في الجهاز العسكري للحزب.
كما ارتبط اسمه بتولي الإشراف على وحدات خاصة تنفذ عمليات خارج لبنان، وتقديم دعم مباشر لجماعات متعددة، بينها الحوثيون في اليمن، إضافة إلى مساهمته في دعم مجموعات فلسطينية.
كما تتحدث تقارير دولية عن دور محوري لطبطبائي في تنسيق الدعم اللوجستي والعسكري للحلفاء الإقليميين، بما في ذلك الإشراف على عمليات تدريب جماعات مرتبطة بالحزب، وتأمين خطوط الدعم التي تعزز قدرة تلك الجماعات على العمل في ساحات مختلفة.
ويُذكر أنه نجا في وقت سابق من عملية استهداف إسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية عام 2015.
وأعلن حزب الله، مقتل قائده الميداني البارز هيثم علي الطبطبائي، المعروف بـ"السيد أبو علي"، إثر هجوم إسرائيلي استهدف منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك وفق بيان صادر عنه مساء الأحد 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وبحسب البيان، فإن الطبطبائي يُعد من أبرز الأسماء القيادية داخل الحزب، وقد قُتل في الغارة الإسرائيلية التي وصفت بأنها أدت إلى سقوط عدد من الضحايا.
كما أعلن الحزب مقتل أربعة عناصر آخرين في الهجوم نفسه، هم:
1- قاسم حسين برجاوي (ملاك)
2- مصطفى أسعد برو (الحاج حسن)
3- رفعت أحمد حسين (أبو علي)
4- إبراهيم علي حسين (أمير)
وذكر حزب الله في بيانه أن القتلى سقطوا نتيجة "عدوان إسرائيلي" على حارة حريك، موضحًا أن الهجوم استهدف منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية وأسفر عن هذه الخسائر البشرية.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر يوم الأحد، أنه نفذ عملية دقيقة استهدفت قياديًا بارزًا في حزب الله داخل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر أن المستهدف هو أبو علي الطبطبائي، الذي يُعد الرجل الثاني في حزب الله، مؤكدة أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع صادقا على تنفيذ العملية.
إذاعة الجيش الإسرائيلي أوضحت أن رئيس الأركان استُدعي للإشراف على العملية بعد ورود معلومات عن مكان الهدف في الضاحية الجنوبية، فيما ذكرت القناة 12 أن إسرائيل حاولت تصفية الطبطبائي مرتين خلال الحرب وهذه هي المحاولة الثالثة.
يديعوت أحرونوت أفادت نقلاً عن مصدر إسرائيلي أن الهجوم جرى بتنسيق مع الولايات المتحدة رغم معارضتها السابقة لأي عملية في بيروت، بينما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن إسرائيل أخطرت واشنطن مسبقًا بالهجوم على المستويين السياسي والعسكري.
في المقابل، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي رفيع أن بلاده لم تُبلغ مسبقًا بالعملية، وإنما تم إبلاغها فور وقوعها، مضيفًا أن واشنطن كانت على علم منذ أيام بخطط إسرائيل للتصعيد في لبنان لكنها لم تعرف توقيت الضربة. كما أكد موقع "واللا" عن مسؤول أمريكي بارز أن الإخطار جاء بعد التنفيذ مباشرة.
إذاعة الجيش الإسرائيلي أشارت إلى أن الولايات المتحدة أُبلغت بالعملية وقت تنفيذها وليس مسبقًا بسبب ضيق الوقت، بينما نقلت قناة الجزيرة عن مسؤول أمريكي أن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا بنيتها شن الهجوم على الضاحية الجنوبية.
من جانب آخر، ذكرت "يسرائيل هيوم" أن القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لا تزال بانتظار نتائج العملية، في حين أكد مصدر أمني لبناني للجزيرة أن هيثم الطبطبائي تولى قيادة أركان قوات حزب الله خلفًا لفؤاد شكر.






