قلق أممي من حجم الفجوة الرقمية... ومخاوف من انحرافات ‏استخدام الذكاء الاصطناعي

صحة
قبل شهر 1 I الأخبار I صحة

أعربت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين ‏بوغدان مارتن، وهي أول امرأة تدير هذه الهيئة التابعة للأمم ‏المتحدة، عن مخاوفها من انحرافات استخدام الذكاء ‏الاصطناعي، وعن قلقها خصوصاً من حجم الفجوة الرقمية، إذ ‏لا يزال مليارات البشر محرومين من هذه التكنولوجيا.‏

 

وقدّر الاتحاد الدولي للاتصالات الذي تولت مارتن رئاسته قبل ‏قرابة عام ونصف عام بحو 2,6 مليار عدد الأفراد ‏المحرومين من النفاذ إلى التكنولوجيا الرقمية.‏

 

وأوضحت بوغدان مارتن خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن ‏هؤلاء "لم يتصلوا يوماً بالإنترنت".‏

 

وأضافت "هذا ما يمنعني من النوم ليلاً... فإذا لم يكن المرء ‏جزءاً من العالم الرقمي، لا يكون جزءاً من عالم الذكاء ‏الاصطناعي".‏

 

ورأت في هذا الواقع "أحد أكبر التحديات التي يواجهها" هذا ‏الجيل.‏

 

وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 100 مليار دولار بحلول سنة ‏‏2026 لتقليص الفجوة بين من يملكون التكنولوجيا الرقمية ‏وأولئك المحرومين منها.‏

 

لكنّ بوغدان مارتن نبّهت إلى أن ردم هذه الفجوة يستلزم فعلياً ‏أكثر من أربعة أضعاف هذا المبلغ.‏

 

وهذه الفجوة الواسعة أصلاً ستصبح أكثر حدة مع الانتشار ‏السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي الآخذ في ‏التطور.‏

 

 

وينظّم الاتحاد الدولي للاتصالات في نهاية أيار (مايو) المقبل ‏منتدىً سنوياً كبيراً بعنوان ‏IA for Good‏ ("الذكاء ‏الاصطناعي من أجل الخير"). وتحدّثت بوغدان مارتن عن ‏الطرق الإيجابية الكثيرة التي يمكن للذكاء الاصطناعي من ‏خلالها إحداث تحوّل في المجتمعات، ومنها تعزيز مكافحة ‏التغيّر المناخي والفقر، مما يساهم في تحسين التعليم والرعاية ‏الصحية.‏

 

وإذ اعتبرت أن الذكاء الاصطناعي يوفّر "فرصاً مذهلة"، ‏تناولت أيضاً المخاطر المرتبطة به، مشددة على ضرورة ‏توافر "القدرة على إدارتها والتخفيف من حدّتها".‏

 

وحذّرت من أن "التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي ‏يمكن استخدامها لتقويض الثقة في المؤسسات وفي الانتخابات" ‏التي تحفل بها السنة الجارية،  من خلال ضخ معلومات ‏مضللة متزايدة التعقيد ويصعب اكتشاف عدم صحتها.‏

 

وقالت "قد يهدّد (الذكاء الاصطناعي) أيضاً وظائفنا، ‏وخصوصيتنا، وأعتقد مستقبلنا نفسه". لكنها شددت مع ذلك ‏على ضرورة "إيجاد توازن بين التنظيم وترك الأمور تجري ‏طبيعياً، لتجنب خنق الابتكار".‏

 

ولاحظت في مؤتمرها الصحافي عشية اليوم العالمي للمرأة  ‏أنّ ثمة قدراً "ضخماً" من الأحكام المسبقة المتحيزة على ‏أساس الجنس في الخوارزميات التي تستخدمها أدوات الذكاء ‏الاصطناعي الأكثر شعبية في العالم.‏

 

وأشارت دراسة نشرتها اليونسكو الخميس إلى  أن النماذج ‏اللغوية الكبيرة لشركتي "ميتا" و"أوبن ايه آي" التي تشكل ‏أساساً لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تظهر "بشكل ‏قاطع تحيّزاً ضد المرأة".‏

 

وأفادت بوغدان مارتن بأن النساء "أقل اتصالاً" بالإنترنت ‏و"أقل حضوراً في هذا القطاع"، إذ يشكّلن أولاً "نسبة غير ‏متوازنة ومتزايدة من سكان العالم غير المتصلين بالإنترنت"، ‏تَفوق بنحو 20 في المئة نسبة الرجال الذين يعانون الوضع ‏نفسه.‏

 

ولاحظت كذلك "عدم وجود عدد كافٍ من النساء في مجالات ‏العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات" والذكاء ‏الاصطناعي والكمّ والفضاء.‏

 

وطالبت بأن "يكون لعدد أكبر من النساء دور في ما يتعلق ‏بالبيانات والخوارزميات".‏