الوعد الصادق 3 .. كيف اخترقت إيران قلب إسرائيل عبر عشرات الجواسيس في الداخل؟

محليات
قبل 7 ساعات I الأخبار I محليات

في وقت يفاخر فيه جهاز الموساد الإسرائيلي بنجاحاته في العمق الإيراني، جاء العام الماضي ليكشف عن هشاشة الأمن الداخلي الإسرائيلي بعد الإعلان عن ضبط 14 خلية تجسس داخل إسرائيل تعمل لصالح إيران، بحسب مصادر إسرائيلية، هذا الانكشاف الخطير مثّل صفعة مباشرة لجهاز "الشاباك" (الأمن العام الإسرائيلي)، حيث تُظهر التفاصيل تورط مواطنين إسرائيليين في نقل معلومات بالغة الحساسية إلى طهران.

في المقابل، استغلت إيران هذه الثغرات وفعّلت ما سمّته عملية "الوعد الصادق 3"، التي اعتُبرت أحد أكثر الهجمات تعقيدًا وتنسيقًا، حيث نجحت في استهداف مواقع إسرائيلية استراتيجية رغم الطوق الدفاعي المتطور المتمثل في أنظمة "السهم" و"مقلاع داوود" و"القبة الحديدية".

من التجسس الرقمي إلى الاستهداف العسكري بحسب التسريبات التي أوردتها مصادر أمنية إسرائيلية، طُلب من أفراد هذه الخلايا تصوير أهداف حساسة داخل إسرائيل، بينها منازل مسؤولين بارزين ومواقع عسكرية، وإرسال الصور عبر تطبيق "واتساب" من المواقع نفسها، ليتم الحصول على إحداثيات دقيقة لأهداف مستقبلية.

ومن بين المواقع التي تم التجسس عليها: منزل وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس في بلدة كفار أحيم

منزل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت في مدينة رعنانا

قاعدة "القبة الحديدية" قرب ميناء حيفا

ثلاث قواعد جوية رئيسية تحوي طائرات F-35 وF-15 وطائرات التزود بالوقود

مركز قيادة وحرب إلكترونية متطور

أرسلت هذه البيانات إلى إيران، التي تعاملت معها كأهداف مباشرة في هجومها اللاحق.

"خيبر شيكن": صاروخ يتجاوز الدفاعات الهجوم الإيراني الذي أعقب جمع المعلومات جاء باستخدام صواريخ من طراز "خيبر شيكن"، وهو صاروخ متطور بمدى يصل إلى 1450 كيلومترًا، وسرعة تتراوح بين 5 إلى 20 ماخ، ما يجعله من الصواريخ الأسرع والأخطر في ترسانة إيران.

اللافت أن هذا الصاروخ تم تزويده برأس حربي بمواد متفجرة تتفوق على مادة "تي إن تي" بعدة أضعاف، ما أدى إلى إحداث دمار واسع في عدد من المواقع رغم محاولة إسرائيل اعتراضه بأنظمتها الدفاعية.

نجاح جزئي رغم التفوق الدفاعي الإسرائيلي ورغم إعلان تل أبيب عن نجاح معظم أنظمة الدفاع الجوي في التصدي للصواريخ، فإن بعض الصواريخ الإيرانية تمكنت من اختراق تلك الأنظمة، محدثة أضرارًا بالغة في مواقع إسرائيلية لم يُكشف عن جميع تفاصيلها حتى الآن.

هذا الاختراق لم يكن تقنيًا فقط، بل مثّل انهيارًا استخباراتيًا وأمنيًا داخليًا خطيرًا، حيث استطاعت إيران توظيف عناصر داخل العمق الإسرائيلي لتنفيذ مهام تمهيدية للهجوم.

كيف نجحت طهران في زرع 14 خلية تجسس؟ تشير التحليلات إلى أن غالبية الخلايا التي تم كشفها تتكون من مواطنين إسرائيليين من أصول عربية، جندتهم إيران عبر وسائل اتصال مختلفة، بينها تطبيقات مشفرة وشبكات تجنيد غير تقليدية. البعض تم تجنيده من خارج إسرائيل، بينما الآخرون تم استدراجهم عبر الإنترنت.

وقد اعتمدت هذه الخلايا على أسلوب التجسس الميداني البسيط لكن الفعال، مثل التقاط الصور، مراقبة التحركات، وتحديد مواقع أنظمة الدفاع والمنازل.

رسائل إيرانية ضمنية: إيران ترد من الداخل عملية "الوعد الصادق 3" لم تكن فقط ردًا عسكريًا مباشرًا على ما تدعيه إيران من استفزازات إسرائيلية، بل حملت أيضًا رسالة استخباراتية مزدوجة: إيران تستطيع ضرب الداخل الإسرائيلي ليس فقط بالصواريخ، بل عبر شبكة تجسس مزروعة جيدًا.

وهذا النوع من الهجمات يُعد بمثابة ردع استخباري، يُظهر لإسرائيل أن تفوقها الاستخباري في الخارج لا يضمن لها الحماية في الداخل.

إسرائيل في مأزق أمني واستخباراتي مع توالي الكشف عن خلايا التجسس التابعة لإيران، تُطرح تساؤلات ملحة في الأوساط الإسرائيلية حول كفاءة جهاز الشاباك، ومدى قدرته على تأمين الجبهة الداخلية. كما باتت القيادة السياسية والعسكرية تحت ضغط متزايد بعد انكشاف أماكن إقامتها وتحركاتها.

وتتخوف إسرائيل من وجود خلايا نائمة إضافية لم تُكشف بعد، خاصة أن غالبية المعلومات التي تم جمعها من الخلايا الأربع عشرة لم تكن فقط صورًا لمواقع، بل شملت أيضًا خرائط، وأوقات نشاط، وحراسات.

هل تستعد إيران لجولة جديدة؟ النجاح النسبي لعملية "الوعد الصادق 3" يثير احتمال تصعيد إيراني جديد، خصوصًا مع التصريحات المتكررة في طهران بشأن الرد على أي اعتداءات إسرائيلية. كما أن استمرار التعاون الاستخباري بين إيران وحلفائها الإقليميين يزيد من احتمالات تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل.

معركة العقول تشتعل بينما تحلّق طائرات التجسس الإسرائيلية في سماء طهران، نجحت إيران في التسلل إلى أحياء إسرائيلية ومنازل مسؤوليها، ليس بصواريخ فقط، بل بكاميرات واتساب وهواتف ذكية. هذه الحرب الجديدة ليست فقط حرب صواريخ، بل معركة عقول واستخبارات ومعلومات، وقد تكون أخطر من أي مواجهة تقليدية.

الوعد الصادق 3، خلايا تجسس إيرانية، الموساد، الشاباك، الجاسوسية في إسرائيل، اختراق أمني، صاروخ خيبر شيكن، الصواريخ الإيرانية، الدفاعات الجوية الإسرائيلية، F-35 في إسرائيل، الحرب الاستخباراتية، التجسس عبر واتساب، العملية الإيرانية، جهاز الشاباك، أمن إسرائيل، الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صراع إيران وإسرائيل، حرب الظل، ضربات دقيقة، عملية تجسس