في مقال لافت كتبه رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، فتحي بن لزرق، أجرى فيه مقارنة مباشرة بين جماعة الحوثي والشرعية اليمنية، بما في ذلك الأطراف المنضوية تحتها والمدعومة إقليميًا من السعودية والإمارات، متسائلًا: من منهم يبني دولته فعليًا؟
بن لزرق خلُص إلى إجابة صادمة لكنها واقعية: الحوثي هو الطرف الوحيد الذي يسير بخطى واضحة نحو تشكيل دولة، رغم أن شكل هذه الدولة كارثي ومرفوض تمامًا من قِبل الكثيرين. إلا أن الواقع، كما يقول الصحفي، يُثبت تقدم الحوثيين في بناء مؤسساتهم، فيما تُغرق الشرعية وحلفاؤها البلاد في مزيد من الفوضى واللا دولة.
وأضاف بن لزرق: "في الوقت الذي يؤسس فيه الحوثي مشروعه بصرف النظر عن طبيعته، تواصل الشرعية بيع الوهم، متسببة بانهيار اقتصادي شامل، وتردٍ في كل مناحي الحياة، ونهب واسع لمقدرات البلاد". ويحذّر الكاتب من أن تجاهل هذه الحقائق قد يؤدي إلى صدمة قريبة حين يُعترف دوليًا بالدولة التي أسسها الحوثيون، وما تحمله من تهديد لكيان اليمنيين ومستقبلهم، في ظل غياب مشروع حقيقي لدى الشرعية وداعميها.
مقال "بن لزرق" يسلّط الضوء على مفارقة قاسية، ويضع السعودية والإمارات أمام تساؤلات جدية حول ما إذا كانت سياساتهما الإقليمية قد أسهمت في تمكين الحوثيين من المضي قدمًا، بينما تعثرت الجهات الشرعية في ترميم دولة تائهة بين الانقسام والفساد.