الدبابات الإسرائيلية تتوغل في وسط غزة... و 20 قتيلاً في غارة على رفح

عربي ودولي
قبل 3 أشهر I الأخبار I عربي ودولي

تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى عمق بلدة في وسط قطاع غزة اليوم الخميس بعد أيام من قصف بلا هوادة أجبر عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة أصلا على شد الرحال في موجة نزوح جماعي جديدة.

 

ونشر صحافي فلسطيني صورا لدبابات إسرائيلية بالقرب من مسجد في منطقة البريج التي تعج بالمباني، وتقدمت الدبابات على ما يبدو من بساتين على المشارف الشرقية للمنطقة.

 

وإلى الجنوب، قصفت القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة بمستشفى في قلب مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، حيث يخشى السكان من توغل بري جديد داخل الأراضي المكتظة بالعائلات التي شردت خلال الحرب المستمرة منذ 12 أسبوعا.

 

وذكر أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن غارة جوية إسرائيلية وقعت في وقت لاحق من اليوم الخميس قتلت 20 فلسطينيا وأصابت 55 في رفح. وأفاد مسعفون وسكان بأن المبنى الذي قُصف في الغارة الجوية كان يؤوي نازحين مدنيين.

 

 

 

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية في وقت سابق إن 210 فلسطينيين تأكد مقتلهم جراء الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع عدد قتلى الحرب إلى 21,320 شخصا، أو ما يساوي تقريبا واحدا بالمئة من سكان القطاع. ويُخشى من وجود آلاف آخرين من القتلى تحت الأنقاض.

 

وصعّدت إسرائيل حربها البرية في غزة منذ عشية عيد الميلاد على الرغم من المناشدات العلنية من الولايات المتحدة،‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬أقرب حلفائها، لتقليص الحملة في نهاية العام.

 

وشنت إسرائيل حربها للقضاء على حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة بعد توغل مقاتليها إلى بلدات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وتقول إسرائيل إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

 

 

 

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اليوم إن من بين جميع الرهائن أُطلق سراح 110 أشخاص خلال هدنة قصيرة في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، بينما أُعلنت وفاة 23 آخرين غيابيا.

 

وينصب التركيز الرئيسي للقتال الآن على مناطق الوسط الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة الذي يقسم القطاع حيث أمرت القوات الإسرائيلية المدنيين بالإخلاء مع تقدم دباباتها.

 

ويتجه عشرات الآلاف من النازحين من مناطق النصيرات والبريج والمغازي في وسط غزة جنوبا أو غربا اليوم إلى مدينة دير البلح المطلة على البحر المتوسط والمكتظة بالفعل، ويتكدسون في مخيمات بنيت على عجل من الخيام المؤقتة.

 

وقالت وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في منشور على منصات التواصل الاجتماعي إن "أكثر من 150 ألف شخص - أطفال صغار ونساء يحملن أطفالا وأشخاص ذوي إعاقة وكبار السن - ليس لديهم مكان يذهبون إليه".

 

وأفاد سكان ومسلحون بأن الجزء الشرقي من البريج كان مسرحا لقتال عنيف صباح اليوم مع توغل الدبابات الإسرائيلية من الشمال والشرق.

 

وقال عمر (60 عاما) الذي أوضح أنه اضطر للنزوح مع ما لا يقل عن 35 فردا من عائلته: "لقد أتت تلك اللحظة، كنت أتمنى ألا تحدث أبدا، ولكن يبدو أن النزوح أصبح لا بد منه".

 

وذكر يامن حمد، الذي يعيش في مدرسة في دير البلح منذ نزوحه من الشمال، أن اللاجئين الجدد الذين يصلون من البريج والنصيرات ينصبون الخيام أينما يجدون مساحة لذلك.

 

ويعمل الهلال الأحمر الفلسطيني بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري على إنشاء أول مخيم منظم للنازحين في ⁧‫خان يونس.

 

وسيحتوي المخيم في المرحلة الأولى على 300 خيمة ستؤوي النازحين من عائلات الطواقم الطبية وطواقم الإسعاف والإغاثة في الهلال الأحمر. وسيتم توسيع القدرة الاستيعابية لاحقا لتصل إلى 1000 خيمة لإيواء مئات العائلات النازحة في جنوب القطاع.

 

 

قتال قرب مستشفى في خان يونس

وتعرضت خان يونس، التي تقدمت فيها القوات الإسرائيلية هذا الشهر بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعا، لقصف عنيف صباح اليوم من طائرات حربية ودبابات بالقرب من مستشفى الأمل الواقع إلى الغرب من مواقع التمركز الإسرائيلية.

 

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يدير المستشفى ويقع مقره الرئيسي في مكان قريب، إن عشرة فلسطينيين قتلوا وأصيب 12 في قصف هناك، وهو الهجوم الثالث الذي يستهدف المنطقة المحيطة بالمستشفى في أقل من ساعة.

 

وأشار سكان إلى أنهم يعتقدون أن القوات الإسرائيلية تحاول خلق نزوح جماعي جديد قبل هجوم بري جديد في المدينة.

 

وعلى مسافة ليست ببعيدة من الأمل، يقع مستشفى ناصر، وهو المستشفى الرئيسي في خان يونس والأكبر الذي لا يزال يعمل في القطاع. وهناك كانت النساء والأطفال يصرخون أثناء إحضار القتلى والجرحى.

 

وكان طفل رضيع يرقد بلا حراك على سرير أطفال بينما يحاول المسعفون إفاقته. وأثناء ذلك أومأ أحد الأطباء برأسه "لا"، في إشارة إلى وفاة الطفل.

 

وأمسكت امرأة بفتاتين تنتحبان ويغطيهما الغبار بجوار سرير بينما كان يرقد طفل ملفوف في كفن أبيض ملطخ بالدماء بالقرب من قدمي جثة أخرى ملفوفة في بطانية.

 

 

وأعلنت إسرائيل عن مقتل ثلاثة آخرين من جنودها في القتال في المناطق الوسطى والجنوبية، ليصل عدد الجنود القتلى في الحملة البرية إلى 169. وشهد الأسبوع المنصرم قدرا من أكبر خسائرها في الحرب حتى الآن.

 

وأجبر جميع سكان غزة تقريبا وعددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم مرة واحدة على الأقل، واضطر العديد منهم إلى النزوح عدة مرات. ولا يوجد سوى القليل من المستشفيات يعمل.

 

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إنه "يأسف على الأذى الذي لحق بمدنيين أبرياء" جراء غارة جوية في 24 كانون الأول (ديسمبر) على مخيم المغازي للاجئين قتلت 70 شخصا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

 

وذكر بيان الجيش أن الطائرات الحربية قصفت هدفين "متجاورين" للمكان الذي كان نشطاء "حماس" يعملون فيه، وأظهر تحقيق أولي أن المزيد من المباني القريبة أصيبت أيضا "مما تسبب على الأرجح في ضرر غير مقصود لمزيد من المدنيين غير المشاركين".

 

وأضاف: "جيش الدفاع الإسرائيلي... يتحرك لاستخلاص الاستنتاجات واستقاء الدروس من هذه الواقعة".

 

 

ونددت وزارة الصحة الفلسطينية بالهجوم ووصفته بالمذبحة في منطقة سكنية مكتظة.

 

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر من أن "القصف العشوائي" يعرض التعاطف مع إسرائيل بين حلفائها للخطر. وقالت واشنطن علانية إن على إسرائيل أن تنتقل من حرب برية واسعة النطاق إلى حملة تستهدف زعماء "حماس".