مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يجد الكثيرون متعة لا تقاوم في التنزه بين أحضان الطبيعة، سواء في الحدائق العامة أو المناطق الريفية.

لكن هذه المتعة قد تتحول إلى تجربة مزعجة عندما نضطر لمشاركة هذه اللحظات مع ضيوف غير مرغوب بهم من الحشرات المزعجة، مثل البعوض والنحل والقراد والعناكب والبراغيث. 

وغالبا ما نلاحظ بعد العودة من النزهات الصيفية ظهور حكة مفاجئة أو طفح جلدي غامض، وهنا تكمن أهمية فهم طبيعة هذه اللدغات. فكل نوع من الحشرات يترك علامات مميزة تساعدنا في تحديد مصدر المشكلة وطريقة التعامل معها بشكل صحيح. وهذه المعرفة لا تقتصر على تخفيف الأعراض المزعجة فحسب، بل قد تحمينا من زيارة الطبيب غير الضرورية أو حتى من مضاعفات صحية خطيرة. 

ورغم وجود تشابه كبير بين معظم لدغات ولسعات الحشرات، إلا أن هناك اختلافات أيضا. وفي الواقع، لكل لدغة خصائصها وأعراضها المحددة وطريقة علاجها الخاصة. 

إليك كيفية التمييز بين 6 من أكثر اللدغات شيوعا: 

البعوض

تترك لدغة البعوض احمرارا وتورما خفيفا يصاحبه حكة شديدة، لكنها عادة ما تختفي خلال ثلاثة أيام دون تدخل طبي أو مضاعفات.

ويوصي الخبراء عند التعرض لمثل هذه اللدغات بغسل المنطقة بالماء والصابون، ووضع كمادات باردة واستخدم مضادات الهيستامين الموضعية في حالة الحكة الشديدة. 

النحل والدبابير

إقرأ المزيد"عكس المتوقع".. الطريقة الأفضل لاستخدام المروحة لتبريد المنزل بفعالية!

عند التعرض لمثل هذه اللدغات فإنه يحدث ألم فوري، وتورم خفيف، ولسعة شديدة.

ويجب الانتباه إلى أن النحل يترك إبرته في الجلد، ما يتطلب إزالتها بحذر، بينما لا تفعل الدبابير ذلك. 

ويمكن وضع ثلج على منطقة اللدغة، وتناول مضادات الهيستامين الفموية في حالة رد فعل موضعي، مع ضرورة توخي الحذر من ظهور علامات الحساسية. 

القراد

تتميز لدغته بأنها قد تمر دون أن يلاحظها الشخص، لكنها تترك بعد سقوط الحشرة علامة حمراء دائرية، وهي إشارة تستدعي الانتباه لأنها قد تنقل أمراضا خطيرة مثل مرض لايم.

ويمكن إزالة القراد باستخدام ملقط مع الحرص على عدم عصر جسم الحشرة أو لويها. ثم عقم المنطقة وراقب ظهور حمى أو طفح جلدي في الأيام التالية. 

البراغيث

تظهر بقع حمراء صغيرة متجمعة مع حكة شديدة، وغالبا ما تتركز في الأماكن التي تلامسها الملابس الضيقة، مثل الكاحلين والساقين. وقد يستمر الطفح لعدة أيام، وقد يكون هناك خطر الإصابة بعدوى ثانوية بسبب الحك المفرط. 

إقرأ المزيدأدوية شائعة قد تهدد سلامة بشرتك صيفا

ويوصي الخبراء بغسل المنطقة بالماء والصابون، واستخدام مضادات الهيستامين الموضعية والفموية إذا كانت الحكة شديدة. ثم تحقق من الحيوانات الأليفة والمنسوجات المنزلية، لأنها غالبا ما تكون مصدر هذه الحشرات. 

بق الفراش

لا تقل لدغات بق الفراش إزعاجا عن غيرها، حيث تظهر بشكل مجموعات متقاربة مع حكة تزداد سوءا خلال الليل،

ومن الضروري غسل المنطقة اللي تعرضت للدغ، ووضع مضادات الهيستامين الموضعية. كما أنه يجب تفقد المنزل واتخذ إجراءات للتخلص من بق الفراش. 

العناكب

تتميز لدغات العناكب بظهور نقطتين دقيقتين مكان الأنياب، وقد يصاحبها ألم موضعي واحمرار. 

ويوصي الخبراء بغسل مكان اللدغة بالماء والصابون ووضع الثلج. ويجب استشارة الطبيب في حالة ظهور نخر أو حمى أو إعياء. 

إقرأ المزيدأدوية شائعة قد تجعل بشرتك أكثر عرضة لحروق الشمس الشديدة

ورغم أن معظم هذه اللدغات المذكورة لا تتعدى كونها مصدر إزعاج مؤقت، إلا أن بعض الحالات تستدعي القلق والتدخل الطبي العاجل. فعند ظهور علامات الحساسية الشديدة مثل صعوبة التنفس أو تورم الوجه أو الدوار، يجب طلب المساعدة الطبية فورا واستخدام حقن الإبينفرين إن كانت متوفرة. كما أن العدوى الموضعية التي تظهر على شكل احمرار متزايد أو شديد أو حمى تتطلب استشارة طبية قد تنتهي بالمضادات الحيوية. 

ولتفادي كل هذه المتاعب، تبرز أهمية استخدام طاردات الحشرات الفعالة، خاصة تلك المحتوية على مادتي DEET أو الإيكاريدين، حيث توفر حماية طويلة الأمد ضد معظم الحشرات المزعجة. كما أن اتخاذ إجراءات وقائية إضافية مثل ارتداء الملابس الطويلة في المناطق الريفية، وفحص الجسم بعناية بعد التنزه، وتركيب الناموسيات، كلها أمور تسهم في تقليل احتمالات التعرض للدغات. 

المصدر: ميديكال إكسبريس