كشف سائق شاحنة عن تعرضه لابتزاز ممنهج أثناء عبوره محافظة أبين، حيث اضطر لدفع مبالغ مالية ضخمة في نقاط تفتيش غير قانونية، وسط صمت الجهات الأمنية والرسمية، ما أثار موجة من الغضب في أوساط العاملين بقطاع النقل البري.

السائق، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته خشية التعرض للانتقام، قال إنه انطلق من مدينة عدن متجهاً إلى مأرب، لكنه فوجئ منذ دخوله مثلث أبين بإجباره على دفع 200 ألف ريال يمني في أول نقطة تفتيش.

وأضاف: "بعد كيلومتر واحد فقط، بدأت سلسلة من نقاط الجباية، كل نقطتين كيلومترات، وكل واحدة تطلب مبلغاً مختلفاً!"، مشيراً إلى أن إجمالي ما دفعه في أبين وحدها بلغ 400 ألف ريال، دون إيصالات أو أي مبررات قانونية.

ووصف السائق هذه الجبايات بأنها "ابتزاز منظم" يجري تحت أنظار الجهات المعنية، دون أن يخدم أي غرض أمني أو لوجستي، ما يضاعف معاناة السائقين والتجار ويهدد حركة النقل بين المحافظات.

وتأتي هذه الشهادة في سياق أزمة متفاقمة يشهدها قطاع النقل البري في اليمن، حيث يشتكي عشرات السائقين من انتشار نقاط التفتيش العشوائية والجبايات غير الرسمية، خصوصاً على الطرق الرابطة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وسط غياب أي إجراءات جادة لتفكيك هذه الشبكات أو محاسبة المتورطين فيها.