قُتل 132 شخصًا على الأقل في أعنف عملية نفذتها الشرطة في تاريخ البرازيل، بمدينة ريو دي جانيرو، حسبما نقلت وكالة رويترز يوم الأربعاء عن مصادر قانونية.
وأفادت التقارير بأن سكان المدينة اصطفوا على جانبي أحد الشوارع التي تكدست فيها عشرات الجثث التي جرى جمعها خلال الليل، وذلك قبل أسبوع فقط من استضافة ريو فعاليات دولية حول قضايا المناخ.
وأوضحت شرطة ولاية ريو أن العملية استهدفت عصابة المخدرات الكبرى "كوماندو فيرميلهو"، وجرت بعد تخطيط دقيق استمر أكثر من شهرين، حيث نصبت وحدة من العمليات الخاصة كمينًا للمشتبه بهم داخل إحدى مناطق الغابات.
وقال فيكتور سانتوس، مسؤول الأمن بالولاية، في مؤتمر صحفي: "توقعنا ارتفاع عدد الوفيات في العملية، لكنه لم يكن أمرًا مرغوبًا فيه."
ووفقًا للشرطة، بلغ عدد القتلى حتى الآن 119 شخصًا بينهم أربعة ضباط، فيما أُلقي القبض على 113 مشتبهًا بهم وضُبط 118 سلاحًا ناريًا.
وأكد سانتوس أن العملية لا علاقة لها بالفعاليات العالمية التي ستحتضنها المدينة الأسبوع المقبل، وعلى رأسها قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب30) وقمة رؤساء البلديات (سي40) وجائزة "إيرث شوت" للأمير البريطاني وليام.
أكبر ضربة تلقتها العصابات وأعربت منظمات المجتمع المدني ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، حسب ذات المصدر، عن قلقها البالغ من الخسائر البشرية الفادحة، معتبرة أن هذه المداهمة تضاف إلى سلسلة من العمليات الدامية التي استهدفت مجتمعات مهمشة في البلاد.
ومن جهته، دافع حاكم ولاية ريو كلاوديو كاسترو عن العملية، مؤكدًا أن القتلى كانوا "مجرمين يطلقون النار من الغابة"، واصفًا الحملة بأنها "محاولة لمكافحة إرهاب المخدرات".
في المقابل، قال وزير العدل ريكاردو ليفاندوفسكي إن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فوجئ بتنفيذ هذه العملية "الدموية والعنيفة للغاية" دون إخطار الحكومة الاتحادية أو إشراكها فيها.
وتزامنت العملية مع التحضيرات الدولية لقمّتي المناخ «كوب30» و«سي40» اللتين تستضيفهما المدينة الأسبوع المقبل.
ووفقًا لما نشره الحساب الرسمي لحكومة ولاية ريو دي جانيرو (GovRJ) على منصة "إكس"، فقد قدّمت السلطات حصيلتها الكاملة للعملية، ووصفتها بأنها "أكبر ضربة تتلقاها العصابة في تاريخها بأكمله."
وأعلنت الحكومة أن المداهمة هي الأكبر على الإطلاق ضد عصابة كوماندو فيرميلهو، التي تسيطر على تجارة المخدرات في أحياء فقيرة مكتظة بالسكان.






