الوازعية.. اشتباكات قبلية مع قوات طارق صالح وتصعيد عسكري يهدد بمواجهة دامية ووساطة تصل المخا

محليات
قبل 3 ساعات I الأخبار I محليات

تشهد مديرية الوازعية، غربي تعز، توتراً متصاعداً منذ أيام بلغ ذروته الجمعة، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة بين مسلحين قبليين وقوات "المقاومة الوطنية" التابعة لعضو مجلس القيادة طارق صالح، عقب هجوم واسع شنّه المسلحون على مواقع تمركز الحملة الأمنية في منطقة الحضارة ومناطق أخرى. 

 

 

 

ووفقاً لمصادر قبلية وعسكرية، فقد استخدمت في الاشتباكات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، حيث تمكن المسلحون القبليون من إسقاط طائرة استطلاع مسيرة تابعة لقوات طارق صالح، واستعادة السيطرة على سلسلة جبال "الرواجل" الإستراتيجية المطلة على مركز المديرية.

 

 

ورداً على الهجوم، دفعت قوات طارق صالح بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط مناطق المواجهات عصر الجمعة، فيما لا تزال المنطقة تعيش حالة استنفار واسعة بين الطرفين، مع ترجيحات بمزيد من التصعيد خلال الساعات القادمة إن لم تنجح الواسطات المحلية في احتواء الموقف.

 

 

المواجهات جاءت امتداداً لسلسلة تطورات بدأت بحادثة نهب معدات تابعة لمنظمة إنسانية مساء الثلاثاء،عندما اعترض مسلحون قبليون بقيادة أحمد سالم - شيخ محلي يعمل في تجارة السلاح - فريقاً تابعاً لمنظمة "أدرا" الإنسانية، ونهبوا معداتها، مبررين ذلك بوجود "اختلالات في قوائم المستفيدين" لصالح جهات مرتبطة بطارق صالح، أعقبها وصول حملة عسكرية من المخا لاستعادة الممتلكات، ما أثار حفيظة قبائل محلية رأت في انتشار القوات قرب القرى والمنازل تهديداً للتوازن الأهلي. 

 

 

 

ورداً على الحادث، نشرت قوات طارق صالح حملة عسكرية في محيط القرى، وأعلنت استعادة معدات المنظمة بالقرب من منزل زعيم المجموعة القبلية، في تحول أمني إلى مواجهة عسكرية أثارت حساسيات قبلية عميقة.

 

 

وكان شيخ مشايخ الوازعية منصر المشولي قد دعا، الخميس، إلى انسحاب الحملة الأمنية من محيط البيوت والقرى "حتى لا يُستغل الأحداث"، مؤكداً أن هذا الانسحاب سيفتح الباب لحلول تحفظ التوازن وتحفظ السلم الأهلي.  

 

 

 

ومع تصاعد التوتر، استعاد المسلحون السيطرة على جبال الرواجل المطلة على مركز المديرية، ووسعوا هجماتهم لتشمل نقاطاً أمنية في منطقة المتين، في ظل مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة.  

 

 

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، توجّهت لجنة وساطة قبلية إلى مدينة المخا للقاء قيادة المقاومة الوطنية، ولا تزال تجري لقاءات مع قيادات عسكرية حتى مساء الجمعة، في مسعى للتوصل إلى حلول توقف المواجهات.

 

 

 

 

 

وتعود جذور التوتر إلى حساسيات قديمة بين القبائل وقوات صالح، إذ يرى أبناء المنطقة أن أي قوة وافدة تهدد التوازن المحلي، فيما يسعى طارق صالح لتوسيع نفوذه في تعز انطلاقاً من الساحل الغربي. 

 

 

وتتميز الوازعية ببنية اجتماعية معقدة تتداخل فيها الولاءات السياسية والعسكرية، ما يجعل أي تحرك أمني قابلاً لإشعال مواجهات واسعة، في وقت يحذر مراقبون من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى انفلات شامل قد يخدم الحوثيين، الذين يراقبون المشهد عن قرب بحكم الموقع الإستراتيجي للمديرية التي تربط بين مناطق الصبيحة في لحج والساحل الغربي ومديريات شمال وشرق تعز.

 

وتظل الساعات المقبلة حاسمة بين مسار التهدئة بواسطة الوساطة القبلية، أو الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة قد يكون ثمنها باهظاً على جميع الأطراف في ظل صمت رسمي.