شهدت العاصمة عدن امس الأحد احتفالية تأبينية مهيبة في الذكرى الأولى لرحيل الفقيد المغفور له بإذن الله الدكتور عبدالله الصاعدي، نائب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط سابقًا، وذلك بحضور عدد من القيادات الحكومية والأكاديمية والاجتماعية وزملاء الفقيد ومحبيه الذين استعادوا محطات مضيئة من مسيرته المهنية والإنسانية الحافلة بالعطاء.
حضر الفعالية وزير الخدمة المدنية والتأمينات الدكتور عبدالناصر الوالي، ورئيس جامعة عدن الدكتور الخضر ناصر لصور، ووكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي أحمد الوليدي، والأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة أبين مهدي الحامد، إلى جانب قيادات أكاديمية وشخصيات اجتماعية رفيعة، إضافة إلى أسرة الفقيد يتقدمهم الدكتور فيصل الصاعدي.
الفعالية التي خيمت عليها أجواء الوفاء شهدت إلقاء كلمات مؤثرة تعاقب عليها عدد من القيادات والجهات المشاركة، حيث عبّر المتحدثون عن عمق الفراغ الذي خلّفه رحيل الدكتور عبدالله الصاعدي، مسلطين الضوء على دوره الريادي في خدمة القطاع الصحي في اليمن وتأثيره العابر للحدود من خلال عمله الطويل في منظمة الصحة العالمية.
استهل وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالناصر الوالي الكلمات بالتأكيد على أن الفقيد كان نموذجًا للمسؤول الأمين والعالم المتفاني، مشيرًا إلى ما قدّمه خلال مسيرته من مبادرات وبرامج عززت من قدرة الأنظمة الصحية في اليمن وعدد من الدول، مؤكّدًا أن إرثه سيظل حاضرًا في ذاكرة المؤسسات الصحية.
وفي كلمة رئيس جامعة عدن الدكتور الخضر ناصر لصور، أشار إلى أن الدكتور الصاعدي كان مدرسة في الأخلاق والالتزام المهني، وأن البلاد فقدت أحد أبرز أعلامها الذين شرفوا الوطن في المحافل الدولية، مؤكدًا أن بصمته باقية في جيل واسع من الكوادر الصحية التي أسهم في تدريبها وتمكينها.
أما وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي أحمد الوليدي فقد استعاد محطات عمل مشتركة جمعته بالفقيد، لافتًا إلى أن رحيله يشكّل خسارة وطنية كبيرة، خصوصًا وأنه كان أحد أبرز الداعمين لتطوير برامج الصحة العامة في اليمن ورافدًا مهمًا للوزارة بخبراته العلمية والعملية.
وتحدث الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة أبين مهدي الحامد عن إنسانية الفقيد ومواقفه الداعمة للمجتمع، مشيرًا إلى مبادراته في تعزيز الخدمات الصحية بالمحافظات وحرصه الدائم على أن تصل خدمات الرعاية إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
كما قدّم مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة عدن الدكتور أحمد البيشي كلمة تطرّق فيها إلى دور الفقيد في دعم بناء القدرات الصحية في المحافظة وإسهاماته في تحسين برامج الترصد والاستجابة، مؤكّدًا أن فقدانه شكّل صدمة لكل العاملين في القطاع.
ومن جهته، ألقى الدكتور عبدالجبار علي عبدالله رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية كلمة استعرض فيها ملامح من السيرة المهنية المضيئة للفقيد، مؤكّدًا أن كل من عرفه يدرك حجم إخلاصه وإنسانيته التي رافقته منذ بداياته المهنية وحتى وصوله إلى واحد من أهم المناصب القيادية في منظمة الصحة العالمية.
كما قدّمت مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن الدكتورة نُهى محمود كلمة استذكرت فيها سنوات العمل المشترك، مشيرة إلى أن الدكتور الصاعدي كان صوتًا ملهماً في قضايا الصحة العامة وناصرًا للإنسانية أينما ذهب.
وقد ألقى الدكتور فيصل الصاعدي كلمة عن أسرة الفقيد عبّر فيها عن امتنان الأسرة لهذه اللفتة الوفائية، مؤكّدًا أن ما يخفف ألم الفقد هو هذا الحب الكبير الذي تركه الدكتور عبدالله في قلوب زملائه ومحبيه.
وشهدت الفعالية عرض كلمات مسجلة لكل من وكيل وزارة الصحة لقطاع التخطيط بسلطنة عمان الدكتور أحمد المنظري، وخبيري منظمة الصحة العالمية الدكتور عزالدين الشريف والدكتور صلاح الهيثمي، عبّروا فيها عن ارتباطهم المهني والإنساني بالفقيد، مشيرين إلى أن حياته كانت مثالًا للالتزام وأن تأثيره الإيجابي على الأنظمة الصحية في عدة بلدان سيظل راسخًا لسنوات طويلة.
واختتمت الاحتفالية بالتأكيد على أن إرث الدكتور عبدالله الصاعدي سيبقى شاهدًا على مسيرة عطاء امتدت لسنوات طويلة سخّر خلالها علمه وخبرته لخدمة الإنسانية، وأن ذكراه ستظل محفورة في ذاكرة كل من عرفه أو عمل معه، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
حضر الفعالية المدير العام التنفيذي للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية الدكتور عبدالقادر أحمد الباكري، وعميد معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية الدكتور جمال امذيب، والأستاذ حسين صالح الجنيدي وكيل محافظة أبين، وعمداء الكليات الصحية والشخصيات الأكاديمية والاجتماعية، وعدد من وكلاء محافظة أبين وأسرة الفقيد.
