أقلام حرة
أقلام حرة

المشاركة السياسية

كتب/أكرم قاسم مقبل

المشاركة السياسية ليست لغوا في المقاهي والمجالس، بل هي فهم لحقيقة ما يجري ومواكبة لأداء المسؤولين وتواصل معهم، وفعل مؤثر يوجههم لخدمة الشعب والوطن الجنوبي  

 

اختاروا من هو فوق مستوى الشبهات في الالتزام بالسيادة والثوابت الوطنية الجنوبيه البحته وتغليب المصلحة الوطنية ثم مصلحة دائرته فوق كل اعتبار حزبي أو شخصي أو فئوي، واجعلوا من السياسة تفانيا في خدمة الوطن الجنوبي والشعب وتنافسا في الإنجازات وليس تنابزا بالألقاب والصفات. فلما كانت المسؤولية تكليفا وكان المجتمع يقظا وقويا، سئل أبو بكر الصديق من الخليفة أنت أم عمر بن الخطاب، قال "هو إن قَبِل".

 

اعملوا على تحصين الحياة السياسية من التعصب الأيديولوجي والحزبي والطائفي والجهوي فضلا عن الانتهازية والوصولية والنفاق والتملّق والتربّح، واحذروا من عودة الاستبداد على يد نخب وأحزاب غير مبرأة من الدكتاتورية والإقصاء حتى في إدارة شؤونها.

 

المحور الثاني: الشأن الاقتصادي، بإمكان المواطن الحنوبي، بل من واجبه المساهمة في النهوض بالاقتصاد من طرق عدة أهمها:

– الإخلاص في العمل وإتقانه من أجل زيادة النجاحه والإنتاجية أيا كان نوع العمل وقيمة الدخل وظروف المواطن الجنوبي وبصرف النظر عن تقلبات السياسة، فأنت تعمل لنفسك ولوطنك الجنوبي وشعبك وليس للحاكم، والعمل ليس مجرد وسيلة للاسترزاق ولكن قيمة ورسالة وعبادة ومساهمة في نهوض البلاد وازدهارها.

 

– توظيف قدرتك الشرائية مهما كانت بسيطة لتشجيع الأعمال المنتجة والإنتاج المحلي الذي يوجد مواطن شغل وينمّي الاقتصاد الجنوبي 

 

– مقاومة الرشوة والفساد بأنواعه، فهو يفسد الأخلاق والسياسة وينخر الاقتصاد.

 

قد تبدو هذه الخطوات بسيطة والطريق طويلة ولكنها مضمونة وكلفتها منخفضة ولا توجد وصفة سريعة للتحرر والنهوض بعد عقود من الاستبداد خاصة في غياب قادة قادرين على اختصار الطريق. وهل بدأ الربيع العربي إلا بتحركات بسيطة؟ ألم تبدأ أنجح الثورات في التاريخ بفرد أو بمجموعة صغيرة وخطوات بسيطة؟

 

مطلوب بعض الرواد حريصون على شعبهم الجنوبي الذي عاني وتحمل ويلات الظلم وهم يطحمون لمستقبل جنوبي مشرق ويحلمون بنهضة وطنهم ويلتزمون بهذه الخطوات ويثبتون عليها في وجه التثبيط والازدراء ويبشرون بها في محيطهم ويقنعون بها من حولهم حتى تنتشر "العدوى" فتتغير العقليات والسلوكيات والأعراف والنظم والأوضاع وتُفرَز قيادات وأحزاب وطنية جديدة مخلصة ومبرأة من الانتهازية وهوس السلطة، فأول الغيث قطرة ثم ينهمر.