عبدالرب السلامي
عبدالرب السلامي

البعد التاريخي لذكرى الاستقلال

كان آخر غزو أجنبي تعرضت له اليمن قبل الإسلام هو الغزو الحبشي والفارسي، ثم بدخول اليمن الإسلام أصبحت جزءا من داره وإقليما من أقاليم دولته الجديدة في المدينة ثم تحت سيادة دول الخلافة المتعاقبة (الراشدية والأموية والعباسية والعثمانية)، على تفاوت فيما بينها في الشكل الاداري للحكم من فترة إلى أخرى، بين المركزية واللامركزية والتبعية الاسمية.

طوال ذلك التاريخ الممتد الى قرابة ألف وثلاثمائة عام لم تطأ أرض اليمن قدم أي محتل أجنبي، عدى محاولة فاشلة للغزاة البرتغاليين في القرن السادس عشر ضمن حملتهم التي كانت تستهدف مكة المكرمة، والتي سرعان ما انكسرت أمام أساطيل الدولة العثمانية والمقاومات الشعبية في سواحل اليمن والقرن الأفريقي.

حتى كان الحدث المشئوم يوم 19 يناير 1839م، حيث سقطت مدينة عدن تحت يد قوات الغزاة الانجليز، ليمثل ذلك اليوم بداية لحقبة استعمارية امتدت لأكثر من 129 عاما، حتى نجحت ثورة الشعب من إنهائها في في 30 نوفمبر 1967م. 

بهذا المفهوم للسيادة والاحتلال والاستقلال، الذي يفرق بين الغازي الأجنبي وبين نزاعات السلطة الداخلية التي تحدث تحت سقف السيادة الواحدة والدار الواحدة والهوية الواحدة، نستطيع أن نعرف كم كان الاحتلال البريطاني صفحة سوداء في تاريخ اليمن، وكم صار ال30 من نوفمبر يوما تاريخيا يستحق إحياء ذكراه عبر الأجيال.